Parenting - Advice - sibling rivalry Parenting - Advice - sibling rivalry

تنافس الأشقاء

استمعت إيميلي إلى ابنتها آنا البالغة من العمر عامين، وهي تتجادل بشدة مع شقيقها جاك البالغ من العمر أربعة سنوات، وكانت عاجزة عن التدخل حيث كانت تحاول تهدئة مولودها الجديد ليون لينام، وقد نتج عن التغيير المفاجئ في الأسرة تنافس الأخوين بشكل درامي، وبالنسبة لإيميلي التي كانت محرومة من النوم ومنهكة بالفعل، بدأ يوم آخر من المشاحنات والشجار.

يُعد التنافس بين الأشقاء من الأمور الشائعة بين الأسر. وغالبًا ما يكون محبطًا ومزعجًا إلا أنه في الوقت نفسه ظاهرة مهمة في حياة الأسرة. وأسباب ذلك كثيرة، لكن علينا إدراك أنه أمر طبيعي بل وضروري. وبعض درجات هذا التنافس تكون صحية. فمن خلال التشاحن اللفظي يتعلمون كيف يفرقون بين الذكاء والإيذاء. ومن خلال مشاحناتهم اليومية يتعلمون الثقة في أنفسهم وكيف يدافعون عنها وكيف يتصالحون. وفي بعض الأحيان تدفعهم غيرتهم من إمكانيات بعضهم الخاصة إلى العمل بجدية أكبر ومثابرة حتى يصلوا إلى ما يريدون. ويتعلم الأطفال من هذا التنافس كيف يضعوا أيديهم على عيوبهم وكيف يجدون طرق بناءة لحل خلافاتهم مع بعضهم.

العوامل الرئيسية للتنافس بين الأشقاء التصرفات الشخصية: سيكون لاختلاف تصرفات الأطفال تأثيرًا ملموسًا على تحفيز التنافس بين الأشقاء. على سبيل المثال، سيشتبك غالبًا الطفل شديد الحماس مع الطفل الذي يتجاوز حدوده مع والديه. وقد يكون تصرفهم هذا بدافع الخوف من هذا الشقيق أو القلق عليه ولكن سينتج عن هذا غالبا الشجار. بالرغم من صعوبة الأمر، إلا أن الأمهات ستحتاج غالبًا إلى التراجع والسماح للأشقاء بتعلم كيف يتأقلمون مع التصرفات المختلفة وأمزجة الأشقاء.

لا يصل الأطفال إلى النضج بسهولة: من المؤكد أنه تبعا لمرور الطفل بمراحل مختلفة، تتغير احتياجاته. قد يواجه الطفل الصغير صعوبة في فهم سبب حصول الرضيع على رعاية أكثر منه، ونتيجة لهذا قد ينتكس سلوكه ويتعامل بعدوانية مع أخيه، لذا يلعب الفهم وتشتيت الانتباه دورا فعالًا في التعامل مع هذه المواقف.

تعامل الوالدان مع الخلافات: الأطفال مثل الإسفنج، فإنهم إن رأوا الوالدين يتغلبون على الخلافات بطريقة سلبية أو هدامة، فسيكون هذا نموذجًا يقتدون به. لذا، فمن الضروري على الأشخاص البالغين في المنزل العمل على حل النزاعات بطريقة ترسل رسالة إيجابية للأطفال.

. الاحتياجات: عندما يكون الطفل مريضًا أو بحاجة إلى دعم إضافي، يكون من الصعب غالبًا على الاشقاء قبول حصوله على دعم أكثر منهم. ويحاول الأشقاء غالبًا إساءة التصرف أو التظاهر بالاحتياج لجذب الاهتمام أو لأنهم خائفين، لذا يتوجب على الوالدين ضمان حصول الأطفال على الاهتمام الكافي في هذا الوقت.

استراتيجيات التعامل مع تنافس الأشقاء

يعد إدخال طفل جديد إلى الأسرة مرحلة تحول، إذ قد تبرز وتؤجج التوتر بالنسبة للأخوة الأكبر سنًا. لا أحد يرغب بأي حال في أن يعيش في ساحة معركة، وتشير فابر إلى أنه إن لم يتم التعامل مع التنافس بين الأشقاء بشكل سليم، فقد يؤدي إلى: ""إحباط معنويات أحد الأطفال أو كليهما بشكل خطير، بل قد يتسبب حتى في أضرار دائمة""

بالاستعانة ببعض الاستراتيجيات، يمكن استعادة التوافق- أو على الأقل بعض التوافق بين الأطفال الصغار في المنزل.

التعامل مع التنافس بين الأشقاء الأكبر سنًا

• كل طفل يعتبر شخصية منفردة بذاته وغالبًا ما يكون من الصعب معاملتهم جميعا بنفس الطريقة. ستكون الطريقة التي تتعامل بها مع طفل يبلغ من العمر أربع سنوات مختلفة عن الطريقة التي تتعامل بها مع طفل يبلغ من العمر عامين، لا عجب في ذلك.

• لا تقارني إنجازات طفل بآخر. ضعي أهدافًا وتوقعات خاصة بكل طفل بذاته بحسب احتياجاته وقدراته البسيطة. حيث سيسهم هذا بشكل سريع في تقليل الاستياء بين الأشقاء.

• شجعي أطفالك على ممارسة هواياتهم، فعلى سبيل المثال، إن كان أحد الأطفال يحب التلوين ويريد الآخر قراءة القصص، فقومي بشراء بعض كتب التلوين أو اطبعي بعض الصور الملونة من الإنترنت واجلسي مع طفلك أثناء تلوينه. يمكن للطفل الآخر الجلوس معك وقراءة الكتاب بينما الأخ الآخر مشغول.

• كوني كريمة في الإطراء، ومن المهم أن تكوني محددة كأن تقولي للطفلين على سبيل المثال ""إنه لأمر جميل للغاية أن أرى كلاكما تتشاركان تلك اللعبة بشكل جيد، أحسنتما!""

• تجنبي التدخل في المشاجرات، فبصفتك الحكم، عليك أن تكوني هادئة. شجعي أطفالك على تعلم التوقف عن المشاجرة ومن ثم التصالح مع بعضهما عندما يتوقفون عن الغضب.

• اعترفي بحقهم في الغضب، دعي طفلك يعرف أن مشاعره قد تكون صحيحة ولكن يجب أن يتعلم كيفية التعامل معها. ""أعلم أنك غاضب من أن ليزا لديها لعبتك، لكن لا يمكنك ضربها لمجرد أنك تريد استعادتها.""

• ثقي بحدثك، لا مفر من الخلافات بين الأشقاء ويجب عليك تشجيعهم على تعلم كيفية حلها بأنفسهم، بيد أنه عليك التدخل والتوسط عند الضرورة.

التنافس بين الأشقاء عند ولادة طفل جديد

من المفيد الاستعداد لقدوم المولود الجديد بالتحدث معهم عن الطفل الذي تحملين به، ومن الطرق الممتازة للقيام بذلك هي أن تعرضي عليهم صور الموجات فوق الصوتية إن كانت لديك.

• دعيهم يتحسسون بطنك ويساعدونك في شراء ملابس المولود الجديد.

• استخدمي دبدوبًا أو دمية تعجبهم وتناوبوا الأدوار في تلبيسها وتغيير ملابسها، حتى يتمكنوا من معرفة ما ستقومين بعمله مع أخيهم القادم.

• إن لم يعجبهم الوضع، كوني لطيفة ولكن حازمة معهم.

• غالبًا ما يكون من الصعب إيجاد وقت مخصص للأشقاء بسبب متطلبات المولود الجديد. لذا فمن المفيد تخصيص مكان بالقرب من مكان إطعام طفلك، وتشجيع طفلك على الجلوس فيه وتقليب صفحات كتابه المفضل أو اللعب أثناء انشغالك بالطفل.

متى ستحتاجين إلى مساعدة إضافية

من المهم ملاحظة أنه أحيانا يتوجب طلب الدعم الخارجي. عندما رأت ليزا ابنها البالغ من العمر أربع سنوات يعض أخته الصغرى بذراعها بقسوة، علمت أنها بحاجة إلى دعم خارجي للتعامل مع عنفه، حيث يجب أن يتدخل الوالدان إن أصبحت المشاجرات عنيفة أو باستخدام أسلحة أو إن أصبح التواصل بينهم ازدرائي أو مرعب.

من علامات إساءة المعاملة بين الأشقاء ما يلي: عندما يتجنب أحد الأشقاء الآخر تمامًا، عندما تحدث تغييرات مميزة في أنماط النوم والأكل أو عندما يحدث اعتداء أثناء وقت اللعب. إذا رأى أحد الوالدين حدوث ذلك فمن المهم تعاون الأسرة كنواة واحدة على حل ذلك قبل أن يتفاقم الوضع. وعلاوة على الاستعانة بالاقتراحات المذكورة أعلاه، يجب على الوالدين التفكير في الاتصال بأخصائي رعاية صحية متخصص للحصول على المشورة والدعم.

تعد كل أسرة وحدة فريدة من نوعها، ويتطلب العثور على طريقة إدارتها المناسبة صبرًا وجهدًا، فبالنسبة لبعض الأسر، هناك حاجة إلى الاستعانة بمتخصص لتجهيز الترتيبات الجديدة، بيد أن الاتساق وفهم أسباب التنافس بين الأشقاء والتعامل معه بشكل مناسب يساعد بالنسبة لمعظم العائلات على استعادة التناغم بين الأسرة.

EmptyView